الفصل
الأول
المقدمة
اللغة عند ابن
جني أنها صوت يعبر بها كل قوم عن أغراضهم.[1]
هذه اللغة تتطور في كل العالم وبالطبع تختلف باختلاف المنطقة وغيرها. عندما يولد
الطفل يصبح عضوا من الأسرة (وحدة المجتمع) ويخضع في نشأته وتربيته للظروف البيئية
المحدودة التي تحيط به، والتي تتسع دائرتها فيما بعد.
والطفل يستجيب دائما للمؤثرات المختلفة
التي يتلقاها من البيئة، واستجاباته تخضع لنوع المؤثرات الخارجية وقوتها من ناحية،
وما لديه من قدرات ودوافع واستعدادات وميول فطرية من ناحية أخرى. ونمو اللغة عند
الطفل كنموه الاجتماعي والعقلي والانفعالي يتأثر بعاملي البيئة والوراثة، كما أن
النمو اللغوي ارتباطه قوي بأنواع النمو المختلفة المشار إليه. اعتمدا على الظواهر
المذكورة فأراد الباحث أن يبحث في اكتساب اللغة ومراحل اكتساب اللغة بحثا عميقا
حتى استيلاء هذه المادة استيلاء جيدا وممتازا.
الفصل
الثاني
تحليل
البحث
أ. اكتساب
اللغة
أ.1.
اكتساب اللغة غير اللفظية
في الأول، سنبحث
في اكتساب اللغة غير اللفظية. المثال مثل صيحة الميلاد عند الطفل، وسيتطور بنمو
الطفل حتى يستطيع أن يعبر عن بعض رغباته. وكان هذه التعبيرات وسيلة لاتصال مع أمه
ومربيه. دلت أبحاث جين Chen واروين Erwin 1946 على أن الطفل العادي يستعمل سبعة أصوات
مختلفة متباينة قدر نهاية الشهر الثاني من عمره. ويزداد إلى سبعة وعشرين صوتا في
2،5 سنة.
وتدل أبحاث مكارثي Mc Carthy
1946 على أن الطفل العادي يناغي فيما بين الشهر الثاني والشهر الرابع من العمر.
وتدل على صوت السرور فيما بين الشهر الثالث والشهر السابع ويقلد بعض الأصوات فيما
بين الشهر السادس والشهر الثامن، ويستجيب التحية فيما بين الشهر التاسع ونهاية
السنة الأولى من العمر.
أ.2.
اكتساب اللغة اللفظية
الطفل يبدأ كلامه حينما يبلغ من العمر خمسة
عشر شهرا بالتقريب. الانتقال من مرحلة اللغة غير اللفظية إلى مرحلة اللغة اللفظية
بالمقياس الآتية:
1) الألفاظ الذي
يتكلمه الطفل يستطيع أن يفهم الآخر، لا للقربة فقط.
2) ارتباط صحيح
بين الألفاظ ومعانيها. فلا يختلط بين اللفظ الدال على الكرة واللفظ الدال على لعبة
أخرى.
عادة، كان الطفل يتأخر في مرحلة اللغة
اللفظية. وهذا بسبب غير وجود الدافع للكلام. فالطفل الذي تتحقق رغباته في سهولة
بصراحة وإشارة يكون في غنى عن استعمال الألفاظ، وبذلك، يتأخر نموه اللغوي لضعف
الدافع والمثير.
تدل أبحاث سميت 1926 التي أجراها على 273
طفلا تتراوح أعمارهم فيما بين 8 شهور و6 سنين على أن المحصول اللفظي عند الأطفال
يبدأ ضعيفا ثم ينمو سريعا حيث عدد الكلمات لايتجاوز الثلاث في السنة الأولى ويصل
إلى مائتين وسيعين في الثامنة من العمر وإلى ألفين وسبعين في الخامسة وألفين
وخمسمائة وستبن في السادسة.
أ.3.
العوامل المؤثرة على اكتساب ونمو اللغة
يتأثر اكتساب
ونمو اللغة منذ الطفولة بعوامل مختلفة يتصل بعضها بالتكوين العصبي النفسي العضوي
للفرد، وستصل البعض الآخر بالبيئة التي يعيش فيها الطفل، فيما يلي أبرز العوامل
المشار إليها:
1) التكوين
العصبي النفسي
يتأثر النمو اللغوي بنسبة الذكاء وللعاهات البصرية والسمعية والصوتية ولجنس
الطفل ذكرا كان أم أنثى. وفي العادة تسبق الأنثى الذكر في بدء نطق الكلمة الأولى،
وتظل الفتاة متميزة عن الفتى في قدرتها اللغوية، ويرتبط التأخر اللغوي في حدحالاته
ارتباطا كبيرا بالمستوى العقلي. الأعمى والأصم يختلف بالإنسان العادي في اللغة.
يميل الأعمى في حواره إلى الأسئلة الكثيرة. ويقع في حدسه أن من حوله يراقبون
حركاته وأسلوبه. وتميل لغة الأصم إلى اللغة قصيرة موجزة بسيطة.
2) البيئة التي
يعيش فيها الطفل
الدراسات
العلمية المختلفة تدل على أن أطفال البيئات الاجتماعية الاقتصادية الممتازة
يتكلمون أسرع وأدق وأقوى من أطفال البيئة الاجتماعية الدنيا، وكلما تعددت خبرة
الطفل واتسع نطاق بيئته ازداد نموه اللغوي. بجانب ذلك، وجود الاتصال مع البالغين
الراشدين يؤثر نمو لغة الطفل لأن لغة الراشدين تعتبر أفضل النماذج اللغوية الصالحة
لتعلم الطفل. هناك أهم الدراسات التي تشير العوامل المؤثرة في اكتساب اللغة:
1- الذكاء
تدل أبحاث ميد Meed
1913 على أن الطفل العادي يبدأ الكلام في عمر 15،8 شهرا. بدء الكلام هنا بمعنا أن
الطفل ينطق الكلمة نطقا صحيحا ولدى الطق المعنى.
تدل أبحاث تيرمان Terman
1925 على أن الطفل الموهب يبدأ الكلام في عمر 11،7 شهرا والطفلة الموهوبة تبدأ
كلامها في عمر 11 شهرا تقريبا. يرتبط المحصول اللفظي عند الأطفال ارتباطا عاليا
بنسبة ذكائهم حتى أن بعض علماء النفس يتخذونه أساسا لقياس ذكاء الطفل.
2- البيئة الاجتماعية
تشير أبحاث جيزل Gesell
لورد Lord
1927، 1934 التي أجريت على أطفال الرياض، بأن الأطفال الذين ينتسبون إلى البيئات
الاجتماعية الممتازة يتكلمون تلقائيا ويعبرون بوضوح عن آرائهم وأن أطفال البيئات
الفقيرة يصيحون ويضحكون في ألعابهم الحرة، ولا يميلون كثيرا إلى الحوار.
3- البيئة اللغوية
يعتمد الطفل على التقليد في تعلمه اللغوي.
ويقلد الأخوة بعضهم بعضا في أساليب الحوار، فإذا تساوت أعمارهم كالتوائم فإنهم
يتأخرون في نموهم اللغوي. ولقد أثبتت أبحاث داى Day
1932 أن التوائم يتأخرون عن أصحابهم في مدى المحصول اللغوي، وفي طول الجمل التي
يستعملونها، وفي وضوح العبارات، ويتأخرون أيضا في بدء كلمهم، ويقدر (داى) هذا
التأخر بحوالي شهرا.
4- المرض
قام
سميت Smith
1931، 1939 بدراسة مقارنة على مجموعتين من الأطفال تتكون أولهما من أطفال أصيبوا
بأمراض مختلفة في حياتهم الأولى وتتكون الثانية من أطفال يتساوون مع أفراد الجماعة
الأولى في كل العوامل المختلفة المؤثرة على النمو اللغوي ما عدا المرض. دلت نتائج
الأبحاث على أن العمر المتوسط لبدء الكلام يبلغ 11،1 شهرا في الجماعة الأولى، 10،2
شهرا في الجماعة الثانية.
وأن العمر المتوسط لاستعمال التعبيرات
اللغوية والجمل اللفظية يبلغ 16،4 شهرا في الجماعة الأولى، 14،5 شهرا في الجماعة
الثانية.
يرتبط مدى التأخر اللغوي عند الأطفال بنوع
المرض الذي يصابون به. فمن المسلم أن الأمراض التي تتصل من قريب بعملية الكلام
تؤثر تأثيرا قويا في التأخر اللغوي. ولهذا فالصمم الكلي أو الجزئي يحول بين الطفل
وبين التقليد الصحيح بالألفاظ والعبارات التي يستخدمها في حياته اليومية.
5- السلوك المضاد
بعض الآباء يقومون بتدريب كلام أطفالهم في
سن مبكرة قبل وصولهم إلى مراحل النمو المناسبة لتعلم الخبرة الجديدة، وهذا فاشل.
قد يكسبه هذا الفشل ثورة على الكلام فحجم حينما يصل الطفل إلى المستوى المنسب
لأداء هذا السلوك.
6- الازدواج اللغوي
الأطفال الذين يريدون تعلم اللغتين
مختلفتين في سنن مبكرة يتأخرون في تقدمهم اللغوي، لأن لكل لغة صفاتها الخاصة التي
تميزها عن أية لغة أخرى. سيخلط الطفل بين اللغتين في ألفاظهما وفي تعبيراتها.
ويرجع هذا التأخر إلى الأثر السلبي الذي يتركه تعلم لغة ما عند تعلم لغة أخرى.
7- الفروق الجنسية
تدل الأبحاث عل أن البنات يتميزون على
البنين في القدرة اللغوية. وأسفرت أبحاث ميد Meed
1913 على أن الطفل المتوسط يبدأ التكلم في سن 15،7 شهرا، بينما تبدأ الطفلة
المتوسطة كلامها في سن 14،8 شهرا. وأسفرت أبحاث مكارثي McCarthy
1930 على أن نسبة الاستجابات المفهومة عند الذكور بلغ 14% في سن 18 شهرا، وتبلغ
حولي 38% عند الإناث في نفس السن.
أ.4.
القدرة الخاصة والخصائص البيولوجية لاكتساب اللغة
القدرة على اكتساب اللغة أمر مختص للإنسان
لاالمخلوقات الأخرى. واللغة بمفهومها الواقعي، أساسها قدرة فطرية تختص بالجنس
البشري. أشارت أبحاث ليننبرج Lenneberg 1968 إلى وجود خصائص بيولوجية تتوافر عند
الإنسان بحيث تمكنه من اكتساب اللغة، تتمثل هذه الخصائص في:
1- وجود بعض
العلاقات بين اللغة التي يتحدث بها الإنسان والنواحي الفسيولوجية والتشريحية
الخاصة بجسم الإنسان. فالسلوك اللغوي له عدة علاقات بالخصائص المورفولوجية
والوظيفة لجسم الإنسان، ومن هذه الوظائف:
أ. العلاقة بين اللغة وتركيب جهازي السمع والنطق
ب. العلاقة بين اللغة وبين الدماغ والتخصصات
التي اكتشفت في أجزائه المختلفة
ج. العلاقة بين اللغة وبين بعض مراكز التنسيق
بين حركات العضلات الخاصة بالنطق
د. العلاقة بين اللغة وخاصة السيطرة على التنفس
لتمكن الإنسان من مواصلة الكلام فترة طويلة.
ه. خصائص أخرى تتعلق بالحس والادراك وتعتبر من
ضرورات الادراك الفهم اللغوي
2- الترتيب
الزمني للنمو اللغوي
أ. البدء بالنطق عند الطفل والنمو اللغوي عند
الوليد والمراحل التالية في العمر تتبع ترتيبا زمنيا دقيقا ويحدث الترتيب الزمني
للنمو اللغوي بين جميع الأطفال مهما اختلفت لغاتهم القومية أو ثقافتهم.
ب. بدء تعلم اللغة عند الطفل على أساس المبادئ
الخاصة بتصنيف المفردات إلى مجموعات
ج. يكتسب الطفل الأسس التي بموجبها يستطيع تركيب
الأصوات بعضها مع بعض بحيث تصدر الكلمات التي تعبر عن هذه الأصوات
د. لايتغير النمو اللغو عند الطفل بحدوث تغييرات
كبيرة في الجسم
3- صعوبة كبت
اللغة أو وقف نموها لأن لايتمكن الإنسان من كبت اللغة أو أن تقف لغته في نموها
بسبب قدرة الطفل على اكتساب اللغة من القوة التي تمكنها من النمو والتطوير حتى عند
أقصى الظروف.
4- اللغة
البشرية يمكن تعليمها لغير البشر. الإنسان مبتكر وتقدر أن تعلم لغته لغير الإنسان.
5-تشير دراسات
تشومسكى Chomsky
1957، جرينبرج Greenberg
1968، وهيلمسلف Hjelmsev
1953 على أن هناك أساسا صوتية ونحوية ودلالية مشتركة بين جميع لغة العالم.
للبيئة أثرها على التطور الطبيعي للغة. يتمثل
ذلك في الطفل الذي ينشأ في بيئة اجتماعية متقدمة من الناحيتين الثقافية واللغوية
وطفل مثيل ينشأ في بيئة اجتماعية فقيرة، حيث يكون أثر هذه البيئة معيقا في اكتساب
اللغة ونموها، وحيث اقل المفردات اللغوية عند الطفل.
ومن ناحية السن التي يصبح الإنسان فيها غير
قادر على اكتساب أية لغة فقد قدرت هذه السن بأربع عئرة سنة، وأثبتت الدلائل على
ذلك عن طريق:
1-
أن بعض الأطفال الذين كانوا يعيشون في عزلة من المجتمع لم تكن لديهم اقدرة على
التكلم، وهم قبل سن الرابعة عشرة أصبح بالإمكان تعليمهم لغة معينة، وإن كان
اكتسابهم لهذه اللغة بطيئا كما تقدم بهم العمر. (براون Brown
1958 وكيرتس Curtiss
1974).
2-
الأطفال المصابين بخلل في الدماغ ناتج عن صدمة أو ضربة يتأخر اكتسابهم للغة إذا ما
بلغوا سن الرشد. فقد تبين أنه إذا أصيب طفل في المنطقة اليسرى من دماغه وهو أقل من
سن الثانية، فإن قدرته اللغوية تتطور وتنمو بشكل طبيعي. كما أنه كلما زاد عمره عند
بدء إصابة صعب اكتسابه للغة فإذا ما وصل إلى سن الرشد فإنه يصعب عليه النطق، ويكون
اكتسابه للغة عسيرا للغاية.
3-
ليس للتدريب أو المران المكثف أثر على نمو السلوك الذي تتحكم فيه النواحي
البيولوجية، كما أن هناك سلسلة من العلامات الواضحة لذلك النمو، يمكن أن يكون لها
علاقة بعمر الطفل، أو بمظاهر النمو الجسمي.
فمن الواضح أن الطفل لايتعلم اللغة عن طريق
الاستماع أو المحاكاة فقط، بل تساعدة على ذلك القدرة اللغوية الفطرية. (ارفين Ervin
1964).
سيشرح الباحث عن خصائص ما ينفرد به الإنسان
وما هو مشترك بين الإنسان والحيوان
1.
استخدام الإنسان الجهاز الصوتي للكلام والجهاز السمعي للاستماع
2.
يعرف صفة لغة البشر اصطلاحيةأو التواضعية (خرما 1978) وهي أن أصوات المفردات لاتدل
على معانيها، فالكلمات التي تدل على مخلوقات معينة مثلافي اللغات المختلفة يختلف
بعضها عن بعض قليلا أو كثيرا بحسب العلاقات الأسرية بين اللغات.
3.
هناك مفردات اللغة التي تشير إلى محسوسات في عالم الواقع، وتعبر عن الأفكار
المجردة، وتعميم الاسم على جميع الأشياء المتشابهة في الأصل والمختلفة في
التفاصيل.
4.
توارث لغة البشر للخلف عن طريق السلف، وإن كان الاستعداد لاكتساب اللغة أمرا
بيولوجيا فطريا، إلا أنه لابد للطفل من مجتمع يعيش فيه لاكتساب اللغة فعلا، فإذا
عاش منفردا، فلا تعلم للغة على الاطلاق.
5.
ازدواجية لغة البشر. أي أن الأصوات المنفردة في لغة الإنسان لامعنى لها بحد ذاتها
(خرما 1978). مثل حرف الميم والألف والهمزة عندما تركب بشكل معين فتكون كلمة (ماء)
ويصبح لها معنى.
6.
أن لغة البشر تشير في لغته إلى أشياء وأحداث بعيدة عن زمان ومكان التكلم.
7.
أشار تشومسكي Chomsky
أن لغة البشر مقدرة على الخلق والابتكار.
والخلاصة
أنه ليس لدى أي من المخلقات الأخرى غير البشرية لغة حقيقية تتوافر فيها جميع
المواصفات التي تتوافر في لغة الإنسان.
ب.
مراحل اكتساب اللغة
يكتسب الطفل اللغة غير اللفظية واللفظية
منذ الميلاد، وفي مدارج العمر المختلفة، حتى يصل إلى المستوى اللغوي المناسب والذي
يمكنه من استخدام اللغة بسهولة ويسر في تعامله الاجتماعي. ولما كان اكتساب اللغة
يمر في مراحل تتفق ومراحل النمو، فإننا نوضح فيما يلي مراحل النمو المختلفة.
يقتضي الحديث عن كيفية اكتساب اللغة إلى
بيان مراحل النمو المختلفة وخاصة النمو العقلي، وبعض مظاهر النمو الأخرى حتى يتبين
لنا وسائل اكتساب اللغة في المراحل الأولى من العمر وفي مدراج العمر المتقدمة.
والنمو له مراحل تختلف في أبعادها وفي مظاهرها التي تميز كل مرحلة عن غيرها من
المراحل الأخرى في أشكال السلوك وفي الدوافع النفسية (السيد- 1975-ص 80-82) وهذه
المراحل هي :
1.
مرحلة قبل
الميلاد، وتبدأ من لحظة التلقيح إلى تكوين الجنين قبل الميلاد، ومدة هذه المرحلة
250 إلى 310 يوم والمتوسط 280 يوم.
2.
مرحلة المهد، من
لحظة الولادة إلى نهاية العام الثاني.
3.
مرحلة الطفولة،
من 12- 3 سنة.
4.
مرحلة المراهقة،
من 13-17 سنة.
5.
مرحلة الشباب،
من 18-25 سنة.
6.
مرحلة أواسط
العمر وهضبته، من 26- 50 سنة.
7.
مرحلة الشيوخوخة
المبكرة، من 51-65 سنة.
8.
مرحلة الشيوخوخة
المتأخرة، من 66 إلى نهاية المطاف.
ويهمنا
أن نوضح خصائص وميزات المراحل التي تنمو فيها اللغة ويمكن اكتسابها، والتي تتمثل
في مرحلتي الطفولة والمراهقة.
(1)
مرحلة الطفولة
أولا
: مرحلة الوليد والرضيع
أهم
الخصائص التي تميز هذه المرحلة والتي تؤثر في مقدرة الطفل على اكتساب اللغة، وهي[2] :
1.
يتأثر النمو
اللغوي في تطوره بمظاهر نمو المهارات الأخرى فالنمو اللغوي يسرع عند بطء نمو
المهارات الأخرى والعكس يتم أيضا.
2.
يتأثر التكوين
العقلي للوليد بالنمو الحركي لديه فقد لوحظ أن الذكاء في مستوياته العالية يرتبط
بصف عام بسرعة النمو الجسمي، في حين يقترن الضعف العقلي بالتخلف في نمو الجسم.
3.
التكوين العقلي
للوليد له دور كبير في اكتساب اللغةز
4.
بالنسبة للإحساس
فهو عبارة عن انطباع آثار العالم المحيط بالطفل على الحواس وتأثر الأعصاب المتصلة
بها.
5.
بالنسبة للإدراك
الحسي فهو عملية التمثيل العقلي للإحساسات التي يتقبلها الوليد، فإذا سمع الوليدذ
لغة الراشدين فسماعه احساس سمعي، ولكن ادراكه الحسى في الأشهر الأولى غير متوفر
لأنه لا يملك القدرة على التمثيل العقلي أو القدرة على الترجمة أو التأويل أو
التفسير، وهذا كلها عمليات إدراكية وليست احساس. كذلك يرى الوليد أشياء كثييرة
ولكنه لا يفهمها لأان ادراكه الحاسي البصري لا يزال ينمو تبعا إبصاره واتساع بيئته
وازدياد خبرته وتجاربه.
وتتم عملية الإدراك الحاسي لمختلف الحواس
عند الوليد، نتيجة تفاعل عناصر أساسية أربعة وهي :
أ.
العالم الخارجي
وما فيه من أشخاص و أشياء وصور وأصوات.
ب.
الحواس
الإنسانية التي تزود بها الفطرة الوليد، ويخرج لهذا العالم بعد الولادة وأجهزته
شبه كاملة وتستطيع أن تقوم بنشاطها الوظفي في فترات متلاحقة.
ج. الأعصاب وهي التي تنقل
آثار العالم الخارجي على الحواس إلى المراكز العصبية فلو حدث شلل لهذا الأعصاب أو
خذرت أو توقف نشاطها للنوم فإنها لا تقوم بوظيفة النقل اطلاقا كما في الشلل، أو
تقوم به في اطراب نفسي في حالات التخدير أو النوم.
د. الترجمة أو التأويل وهي
وظيفة ادراكية جتبدأ بتكوينها لدى الوليد بتأثير الخبرات الشخصية الحاسية ورعاية
البيئة أو التعلم الشرطي أو بالتقليد أو عن طريق التجربة والخطأ.
اكتساب
اللغة عند الوليد والرضيع
الكلام مظهر من مظاهر التكوين العقلي لدى
الوليد. فالكلام عبارة عن مجموعة من رموز صوتية إلى الأشياء التماثلة والمعاني
المختلفة والأفكار. وكل إنسان عادي يزود بالفطرة بأجهزة النطق، ولكن تكوين الكلام
ونموه يخضع للبيئة الإنسانية التي تقدم للوليد نماذج من الكلام ومن المفردات
اللغوية وتشجيعه على التقليد والتعلم. واكتساب اللغة عملية تتمثل في مراحل كما يلي[3] :
أ.
أولى المراحل تفاعل الخبرات الحسية من سمع وبصر وتذوق وشم واحساس.
ب.
تلى ذلك مرحلة يدخل فيها الفهم كأدا للنطق، إذ يستطيع الطفل أن يفهم كلام الناس من
حوله ,أن ينفذه أو يرفضه.
ج.
تأتي بعد ذلك قدرة الوليد على تمييز الأصوات الصادرة منه وعلى التحدث إلى الأخرين
د.
ما أن يقارب الطفل الخامسة أو السادسة من عمره حتى يكون قد اكتسب قدرة فائقة على
التحدث باللغة.
1)
كيفية تكلم الوليد والرضيع
تقسم مراحل التطور اللغوي حسب السن إلى
مرحلتين أساسيتين هما المرحلة قبل اللغوية والمرحلة اللغوية وكل مرحلة تحتوي على
عدة مراحل فرعية هامة .
أ) المرحلة قبل اللغوية :
وتشمل في الغالب السنة الأولى وسميت كذلك لأن الطفل في هذه المرحلة لا يستعمل لغة حقيقية (لغة مقطعية) وانما أشكال من اللغة غير المقطعية كالأصوات والصراخ والضحك والايماءات والاشارات وغيرها .
1. مرحلة الصراخ
أ) المرحلة قبل اللغوية :
وتشمل في الغالب السنة الأولى وسميت كذلك لأن الطفل في هذه المرحلة لا يستعمل لغة حقيقية (لغة مقطعية) وانما أشكال من اللغة غير المقطعية كالأصوات والصراخ والضحك والايماءات والاشارات وغيرها .
1. مرحلة الصراخ
وهي من الميلاد إلى حوالي الشهر الثالث، وفيها
يعبر الطفل عن حاجته بالصياح والصراخ، وهي مرحلة عامة لدى جميع الأطفال وتعتبر
مرحلة مهمة جدا لأنها تساعد على تدريب الجهاز الصوتي والجهاز السمعي لدى الطفل رغم
أنها لا تنتج لنا أي لغة تعبيرية أو استقبالية، لذا يرى بعض العلماء ضرورة ترك
الرضيع يبكي لمدة تتراوح بين 15-20 دقيقة لتقوية عضلات الصدر والرئتين، لكن البكاء
أو الصراخ في حد ذاته يعتبر وسيلة للتواصل يتضمن رسالة إلى الأم التي تقوم بأية
استجابة للحد من بكاء الطفل أو صراخه، حيث تميز بين بكاء أو صراخ الجوع أو الألم
أو الغضب إلى غيرها من الحالات الانفعالية.
2.
مرحلة الأصوات الانفعالية
يستخدم الوليد صراخه كمظهر من مظاهر
انفعالاته. فهو إذا غضب يصرخ، وإذا خاف يصرخ، وإذا أراد أن يسترعى انتباه الأخرون
يصرخ. وكل نوع من الانفعالات له مستوى خاص من صوت صراخه ورنة خاصة.
3.
مرحلة المناغاة
من الشهر الثالث حتى الثامن تقريبا،
فابتداء من الشهر الثالث أو الرابع تظهر بوادر المناغاة التي قوامها سلسلة طويلة
من التمايزات الصوتية التلقائية التجريبية في صورة لعب، يسهم في التنظيم الصوتي
السمعي لاجهزة الطفل الكلامية وعاداته اللغوية، ورياضة وظيفية للحنجرة والبلعوم واللسان،
ليس لها مدلول لغوي بالمعنى الصحيح.
وخلال الشهر الرابع يكرر الطفل مقاطع صوتية
مثل : إغإغ ....أدغا، غاغا ، أو دادا، وقد يغير المقاطع بحيث يستخدم أصوات صامتة
مختلفة متصلة بأصوات صائتة مثل : بابا ، ماما، دادا، فتتميز المناغاة هنا بظهور الأصوات
الصامتة بشكل واضح وبدء ظهور الأصوات الحلقية مثل العين والحاء وقد تظهر الأصوات
الأنفية مثل النون والميم، وبعدها في مرحلة متقدمة يمكنه تكوين سلاسل طويلة من
مقطع واحد يتكون من صامتة وصائتة، ويستمر الرضيع في ممارسة هذه المهارة مابين سن 6-12شهر.
4.
مرحلة التقليد
واختلف الكتاب في تحديد سنها بين تسع أشهر إلى
السنتين وسنة وسنتين ونصف .وتعد مرحلة التقليد من أهم
المراحل في بناء أسس تعلم اللغة للطفل، حيث إنها تحول المناغاة ( اللعب بالأصوات )
إلى كلمات ذات معنى وتناسق صوتي، ومرحلة تعد الطفل إلى تعلم اللغة الأم من محيطه،
وذلك بتقليد بعض الكلمات وتكرارها. الطفل الذي تكون رغبته في التواصل مع الآخرين
قوية يزداد لديه الدافع لتعلم اللغة بقدر أكبر مما يحدث لدى الطفل الذي لا تتوفر
لديه رغبة في التواصل.
5. مرحلة
المعاني
الكلمات رموز لمعاني معينة، وعندما يصل الوليد إلى الشهر التاسع والعاشر من
العمر يتفوه بكلمات أو مقاطع لايعرف معناها، ثم أنه يستطيع فهم لغة الأفراد
المحيطين به قبل أن يستطيع التعبير عما بدور في نفسه تعبيرا لفظيا صحيحا.
2)
بدء الكلمة الأولى
بالنسبة للكلمة الأولى أنه أول الكلمات
ظهورا عند الوليد هي كلمة ..ماما..بابا.. أو ما يفيد نطق كلمة الأم والأب في أي
لغة. ومن الملاحظ أن الكلمة الأولى للوليد تتعلق بالأم والأب لشدة اتصال الوليد
بهما.
3)
نمو المفردات اللفظية
يبدأ الوليد النطق بالكلمات في أواخر السنة
الأولى من عمره، وقد أجرت (سميت 1926) العديد من الدراسات على عدد كبير من
المواليد من عمر ثمانية شهور حتى عامين لمعرفة محصولهم من عدد المفردات، وقامت تلك
الدرسات على أساس مقارنة عدد المفردات عند مختلف المواليد، وتتلخص النتائج في
الآتي :
جدول رقم 5- عدد المفردات عند مختلف المواليد حسب أعمارهم الزمنية حتى سن
عامين ونصف.
العمر الزمني
شهر سنة
|
عدد الأطفال
|
عدد المفردات
|
8 -
10 -
- 1
3 1
6 1
9 1
- 2
6 2
|
13
17
52
18
14
14
25
14
|
0
1
3
19
22
118
272
446
|
4)
نمو المحصول اللفظي للرضيع
يمكن معرفة وقت ظهور الكلمة الأولى في لغة
الطفل عندما تقترن بمدلول الكلمة وتكون واضحة في نطقها. وتدل أبحاث (ميد 1913) على
أن الكلمة الأولى تبدأ في الظهور عند الطفل الموهوب في الشهر الحادي عشر، وعند
المتوسط في الشهر الخامس عشر، وعند ضعيف العقل في الشهر الثامن والثلاثين.
5) تكلم
الرضيع باللغة العربية
تتميز اللغة العربية عن غيرها باشتمالها
على أكثر الأحرف الإنسانية في كثير من اللغات الحية وما عدا بعض الأحرف الفرعية
المولدة مثل (ع)(غ)(ح)(خ) كما أنها تتميز بحرف (ض) ولذالك سميت لغة الضاد. وهذا
الحرف الذي عرفت به العربي يتأخر ظهوره عند الوليد حتى يصل السابعة من العمر وما
بعدها، حيث يتكامل الجهاز الصوتي للطفل متعاونا مع التدريب والتجويد.
6) الحروف
والأصوات المتحركة والساكنة في اللغة العربية
في اللغة العربية تشتمل الأصوات المتحركة
الفتحة، الكسرة، الضمة والسكون. وفي الأصوات الساكنة يعتبر حرف الباء، أول الأصوات
التي ينطقها الوليد. وعند نطق هذا الحرف ينبغي أن تقوم الشفتان معا بتشكيل الحرف
مع ضغط على وثيق، وتكون الحافة الخارجي
للشفاة السفلى ملاصقة للشفاة العليا. ويستطيع الطفل القيام بهذا الحركات الشفوية
بسبب التبكير في نضج هذا الجزء من الجهاز الكلامي الناجم عن عملية الإمتصاص
والرضاعة.
7) مراحل التعبير عند الرضيع
مع مطلع العام الثاني من عمر الوليد يبدأ
النطق الواعي بالكلمات وفقا للمراحل التالية :
أ)
مرحلة الكلمة الواحدة أو ما تسمى الكلمة الجملة وهي مرحلة تعبيرية غامضة للسامع
وتبدأ من أوائل السنة الثانية لمدة ستة أشهر تقريبا.
ب)
مرحل الكلمتين : وتبدأ هذه المرحلة في أوائل النصف الثاني للسنة الثانية وتمتد إلى
أوائل السنة الثالثة. والكلمتان يغلب عليهما الأسماء وقد تدخلها الأفعال قليلا،
والتعبير هنا سليم من الناحية الوظيفية وغير صحيح وغير كامل من ناحية التركيب
اللغوي.
ج)
مرحلة الجملة القصيرة البسيطة، وتظهر هذه المرحلة خلال السنة الثالثة والرابعة وتدخلها عناصر حروف الجر والضمائر.
د)
مرحلة الجملة الكاملة، وتبدو في حديث الطفل منذ أوائل السنة الرابعة حيث يستطيع
الطفل تأليف جمل صحيحة من كلمات متعددة تؤد المعنىج بأسلوب موجز سهل. هذا وقدرة
الطفل على بناء جمل كاملة ومركبة تتوقف على مستوى ذكائه وظروفه الإجتماعية.
ثانيا
: مرحل الطفولة المبكرة : من 3 إلى 5 سنوات
اكتساب
اللغة في هذه المرحلة يتم كالآتي[4] :
1.
التكوين العقلي
واكتساب اللغة
بالنسبة للتكوين العقلي فإن إدراك الطفل في
هذه المرحلة إدراك حسي مادي فالطفل يعلل الأشياء بأسبابها المادية.
2.
نمو المفردات
اللفظية.
تتميز هذه المرحلة من العمر بتزايد الرصيد
اللغوي للطفل وفي هذه الفترة يكون رصيد الطفل ما يزيد عن ألفي كلمة من الأسماء
والأفعال والحروف والظروف. وفي أواخر هذه المرحلة يمكنه البدء في تعلم القراء
والكتابة إذا كان مستواه العقلي عاليا.
3.
الإدراك العددي
طفل الثانية من العمر إدراكه العددي في
أبسط صوره الأولية بينما طفل الثالثة من العمر يستطيع لحد ما أن يدرك الأشياء في
عددها الثنائي والثلاثي والرباعي.
4.
إدراك الزمن
طفل الثالثة يمكنه إدراك مدلول اليوم.
وطفل الرابعة والخامس يمكنه إدراك التسلسل الزمني للأحداث، ويستطيع إدراك الزمن
الماضى والحاضر والمستقبل وما يتصل بهذه الأزمان من أفعال تتصل بحياته العملية
والشخصية.
ثالثا: مرحلة الطففولة المتوسطة: من 6-8 سنوات
تتميز هذه
الفترة المتوسطة بنضوج بعض القدرات العقلية وعمليتها الادراكية. فالطفل في سنواته
6-8 يستطيع البدء بالتفكير المجرد والتصور والتذكر والانتباه المقصود المركز ولو
لفترة محددة. وإن كانت هذه الفترة تتميز ببطء في نمو التكوين والجسمي العام فإن
التكوين العقلي يبدأ نشاطه الادراكي في استمرار التفكير الحسي وشموله، وبدء الخيال
العملي في التفكير مع قدرته على شيء أولى من التفكير المجرد. ولعل أهم ما يمتاز به
التكوين العقلي في هذه الفترة هو كونه المرحلة الطبيعية لبء الكتابة باعتبارها
نشاطا عقليا مجردا يقوم على استخدام رموز اصطلاحية بين جماعة من الناس.
كما أن انتقال الطفل إلى المدرسة له مجالا
واسعا للكشف عما حوله والتجريب والمقارنة بين الاشياء والتفكير والتقليد والقراءة
بما يساعده على النمو الادراكي السريع. لذلك تفغير هذه المرحلة من المراحل الهامة
في بدء تعلم واكتساب مهارتى الكتابة والقراءة.
1.
تفكير الطفل في هذه المرحلة عبارة عن تفكير بواسطة الصور
البصرية فهو عندما يريد عن يتذكر شيئا فإنه يتصور الموقف الذي حدث فيه هذا الشيء.
2.
يلعب الخيال العملي دورا هاما في حياة الطفل في هذه
المرحلة من العمر. وخيال الطفولة المتوسطة عملى وافعى حيث لا يعيش فيه الطفل بعيدا
عن الواقع. وهذا الخيال يهدف إلى الانتاج والابتكار وتفهم الحقائق العلمية.
3.
تمتاز هذه الفترة أيضا بالتفكير المجرد عند الطفل وهو
التفكير الذي يقوم على ادراك المعاني العامة ونتائج الاحداث ومسبباتها. والطفل في
هذه المرحلة يتجلى عنده التفكير المجرد في القدرة على الكتابة وتعلم الحساب
والاعداد.
4.
تمتاز هذه المرحلة بأنها مرحلة بدء تعلم مهارة الكتابة
حيث أن طفل 6-8 سنوات تبدأ قدرته على الكتابة والقراءة في هذا السن. وهذه الانشطة
تقوم على استخدام الحواس وعضلاتها في حاسة العين من ناحية الابصار والاذن من ناحية
السمع واللسان والفم من ناحية الكلام واليد من ناحية الكتابة. والطفل الرابعة من
عمره يستطيع أن يمسك بالقلم والطباشير وأن يرسم خطوطا غير هادفة ولا واضحة.
5.
الكتابة العربية: كتابة الطفل في هذه المرحلة (الهاشمي
-1943 – ص ص164/ 165) تتسم بعدم الدقة وضعف التماسك والاستقامة في الكتابة
العربية، ولهذا يستحسن تقديم نماضج الخط الكبير غير المتشابك، والخط النسخ أبسط من
الرقعة لقلة الزوايا في الحروف وعدد النقط ووضوح الحروف.
رابعا : مرحلة الطفولة المتأخرة من 9 إلى 12 سنة
تتميز مرحلة الطفولة المتأخرة من ناحية اكتساب اللغة
بالخصائص التالية:
1.
مهارة الكتابة
تتميز
السنة العاشرة و الحادية عسرة بأنها فترة السيطرة على الكتابة. ويحاول الطفل خلال
هذه المرحلة من تحسين الخط إذا وجد التشجيع الكافي من معلميه ووالديه. ويستطيع أن
يكون دقيقا نيبسبيا، وأن يكتب قصة من خياله ويسجل حادثة واقعية شاهدها، ويحب
تحريريا عن أسئلة تلقى إليه، وذلك لأن ثروة اللغوية الكلامية، أصبحت غنية.
2.
نمو الرصيد اللغوي والقراءة
الطفل
حتى الخامسة من العمر يستقى كلماته من السماع والتقليد أثناء خبراته العملية
واتصاله بالراشدين والاطفال،ولكنه بعد الخامسة يكتب اللغة إلى جانب ما سبق عن طريق
الكنب التى يقرؤها في مختلف الدروس وفي مختلف العلوم عندما يلتحق بالمدرسة
الابتدائية حيث تنمو لديه مهارات القراءة والكتابة ويصبح التفكير فإنما على إدراك
معاني الأشياء عن طريق اتصاله المباشر بالعلم الخارجي وتكرار الخبرات الشخصية وربط
الالفاظ اللغوية بالمعانى المختلفة.
3.
نمو التعبير الشفهي والتحريري
والطفل
يميل في حواره مع والدته وأقرانه إلى استخدام الجمل القصيرة وهو في حواره مع
البالغين الراشدين يصوغ عباراته في جمل طويلة.
نوع الجملة
|
العمر
شهر
سنة
|
عدد الكلمات
|
شفهية
كتابية
|
6 1
6
2
6
3
6
6
6
9
9
12
15
|
2
2-3
4
5
6
10
13
17
|
خامسا : مظاهر لغوية أخرى في مرحلة الطفولة
1.
نمو الفهم اللغوي وعلاقته بالتعبير
وتبدأ قدرة الطفل على فهم معنى الكلام والحوار في فترة
مبكرة من العمر، وهو يستطيع أن يفهم لغة الافراد المحيطين قبل أن يستطيع التعبير
عما يدور بخاطره تعبيرا لغويا صحيحا.
2. أسئلة الطفل
تتميز أسئلة
الأطفال في بدء اكتسابه الكلام بنواحي انفعالية عاطفية بدور حول رغباتهم وحول
مايصدر إليهم أو منهم من أوامر أو نواه وفي عمر السنة الثانية والثالثة من الميلاد
تكون الأسئلة لمعرفة الأشياء والصور التى تثير إنتباههم، ثم تطور فيها بين الثالثة
والرابعة إلى فهم الموقف التى يمرون بها.
3.
مراحل تطور اكتساب مهارة القراءة
تستغرق مهارة القراءة من الطفل وقتا طويلا
وتحتاج إلى نضج وتدريب، وهذه المهارة تبدأ قبل المدرسة، ويبدو هذا الاستعداد في
صورة اهتمام الطفل بالصور أو الرسوم التى تنشرها المجلات والكتب المصورة، ثم تتطور
بعد ذلك إلى مرحلة القراءة الفعلية التى تبدأ بالجملة فالكلمة فالحرف.
سادسا: الأخطاء اللغوية عند
الطفل
في الصفوف الأولى ينبغى ترك الطفل ليعبر عن نفسه باللغة
المناسبة له، مع عدم إيقافه أثناء حديثه لنصوب له أخطاءه، إذ أن في ذلك ما يضعف
ثقته، ويولد لديه الشعور بالفشل، ويجعله مترددا فيما بعد.
يمكن للمعلم مداركة الأخطاء الجمعية
بإيضاحها لجميع التلاميذ وخاصة تلك التي ترد في كتاباتهم وأحاديثهم. وعندما يثبت
لدى الطفل عادة الانطلاق يمكن العناية باستعمال اللغة الجيدة عن طريق رد اللغة
العامية إلى أصولها الصحيحة، ويمكن أن يتلو المعلم أمام تلاميذه القصص والحكايات
والنماذج الكلامية الجيدة، يجب إليهم القراءة والاستماع، وفي هذا ما يرفع من
المستوى اللغوي للتلاميذ ويقلل من أخطائه اللغوية.
سابعا: رعاية النمو اللغوي
في مرحلة الطفولة
نظرا لصعوبة قواعد اللغة العربية، فإنه
توجد صعوبة في بدء تعلم العربية، ويعتقد البعض أن الكفل العربي يجد صعوبة في بدء
تعلمه اللغوي لشدة التباين القائم بين الاستخدام اللغوي الصحيح للغة العربية
الفصحى واللهجات العامية. تعليم القراءة والكتابة في المدرسة وجب أن يختار الوقت
المنسب لدراسة هاتي المهارتين وهو السادسة والنصف من العمر العقلي. يختلف الأطفال
في بدء استعدادهم لتعلم القراءة والكتابة، وهذا ينبغى ألا يحاول المدرس تعليم جميع
تلاميذ الفصل في وقت واحد، ذلك لأنه باستطاعة أن يكشف أن جماعة من التلاميذ أيدت
استعدادها قبل غيرها، ويمكن أن نقسم إلى مجموعات حسب تقدمهم وتوسطهم وضعفهم.
ويرى
الأطباء أن عين الطفل في سن الخامسة والسادسة يجب ألا ترهق بالكتابة الدقيقة
وبإدراكها تفاصيل الكلمات. الكتابة تحتاج إلى استعداد عضلى دقيق يجب أن يدرب عليه
الطفل أولا أثناء اللعب والحركات الحرة في الرسم والتصوير والأشغال اليدوية
المختلفة وغيرها. هذا ومن الضروري التحقق من مستوى التلميذ قبل تعليمه القراءة
وذلك عن طريق:
1- قياس استعداد الطفل
2- إعداد أولئك الذين لاتتوافر لديهم الاستعدادات
الكافية لتعلم القراءة
(2) مرحلة المراهقة
هناك مظاهر لمرحلة المراهقة المتميزة من
مرحلة الطفولة:
أ.
يتأثر إدراك المراهق بنموه العضوي الفسيولوجي العقلي والانفعالي والاجتماعي ويمتاز
إدراك المراهق بمداه الأوسع الذي يمتد إلى آفاق المستقبل.
ب.
التذكر وهو إحدى العمليات العقلية الهامة في التعلم، والتي تمثل قدرة الفرد على
الاستدعاء والتعرف، مع قدرته على الانتباه.
ج.
أكثر تفكير المراهق تناسقا وانتظاما عنه في عالم الطفولة والمراهق يستمتع بنشاطه
العقلي.
د.
تنحصر الفترة في الميول الجنسية والعقلية والمهنية.
ه. ميول
المراهق في الموضوعات التي تدور حول المحاضرات والرحلات.
الفصل الثالث
الخاتمة
خلاصة نتائج
البحث
1. اكتساب اللغة اكتساب اللغة غير اللفظية
واللفظية. العوامل الؤثرة على اكتساب ونمو اللغة: 1) التكوين العصبي النفسي؛ 2)
البيئة التي يعيش فيها الطفل. القدرة الخاصة والخصائص البيولوجية لاكتساب اللغة:
1) وجود بعض اللاقة بين اللغة والنواحي الفسيولوجية والتشريحية الخاصة بجسم
الإنسان؛ 2) الترتيب الزمني للنمو اللغوي؛ 3) صعوبة كبت اللغة أو وقف نموها؛ 4)
اللغة البشرية يمكن تعليمها لغير البشر؛ 5) وجود أساس الصوتية والنحوية والدلالية
مشتركة بين جميع لغة العالم.
2. مراحل اكتساب اللغة : 1) مرحلة الوليد
والرضاعة؛ 2) مرحلة الطفولة المبكرة؛ 3) مرحلة الطفولة المتوسطة؛ 4) مرحلة الطفولة
المتأخرة؛ 5) مرحلة المراهقة.
قائمة المراجع
والمصادر
داود،
محمد محمد. 2001. العربية وعلم اللغة الحديث. القاهرة: دار غريب للطباعة والنشر
والتوزيع شركة ذات مسؤولية محدودة.
منصور،
عبد المجيد سيد أحمد. 1982. علم اللغة النفسي (المملكة العربية السعودية: عمادة
شؤون المكتبات جامعة الملك سعود.